ألتقيته والحزن والندم قد حٌفِرا على وجهه بالرغم من أبتسامته المصطنعة التي يدعي بها الفرح
تبادلنا الحوار ثم باللا شعور نطقها أنا كم نادم على ما أقدمت عليه.
أنه محكوم عليه بالسجن ثلاث سنوات تقريباً .الجرم دافع على شرفه بحسب التقليد الشرقي.
لكم القصة كما رواها لي .
بينما هو في المطبخ يقطع بعض الخضار ليحضر له وجبة طعام بعد أن عاد من العمل كانت زوجته وبناته في السوق .
فجأة دق الباب بقوة فهرع للباب وفتحه بسرعة و إذ بأبنه يلهث .
ساله الأب : ما بك يا بني؟
الأبن: بابا في واحد يضايق أختي في الشارع هاي مو أول مرة
الأب: من هو هذا هل تعرفه؟
الأبن : أي أنه تركي يسكن بالحي هنا
الأب: أكيد هو ولد غير مربى فهو أبن الخطيئة( مسلم) ما؟
الأبن أي بابا ...لما تشوفو تعرفوا..
هنا فار الغضب في كيان الوالد وطار الشرار من عيونه..... قائلاً:
الأب : لقد هربنا منهم ومن ضغطهم علينا من تركيا وهنا يفعلون الشيئ ذاته.
في هذه اللحظات وصلت البنت التي كانت مع أخيها في السوق وهي التي تعرضت للتحرش
البنت : خير بابا لوين ( إلى أين)؟
الأب : هيا معي ونشوف هذا أبن الحرام.
البنت بخوف) لا يا بابا دعه كلب ينبح .
الأب: ( يتذكر ما مر عليهم من أضطهاد وقهر نفسي في تركيا منهم) لم ولن أسكت على الظلم
يذهبون لملاقات الشاب ويحمل بيده السكين بلا وعي ويركض الأولاد خلف والدهم.
وصلوا لمكان تواجد الشاب فكان واقف مع شلة من أصحابه الشباب وبعض أقربائه
فسأله الأب: لماذا تضايق أبنتي في الشارع ؟
قال الشاب: أنا لم أضايقها فهي تحبني و هي تعرف بأني أحبها .
هنا جن جنون الأب وهبت عاصفة النخوة الشرقية في عروقه .
قال الأب: من أنت يا صعلوك لكي تحبك أبنتي ثم أنت مسلم.
الشاب : نحن هنا في أوربا ونحن أحرار هذا بلد الحريات.
غضب الأب: قائلاً من الآن لن تقربها وإذا سمعت سوف ألقنك درساّ لن تنساه
رد الشاب: لن يمنعنا أحد فنحن بالغان .
الأب: قلت لك... إذا تحرشت بها مرة ثانية سوف تعلم ما يصيبك
الفتاة: دعه يا بابا لا يفهم ما تقول
الشاب : أفهم أكثر منكم وماذا سيفعل أبوك هيه؟.... دعيه لنرى.
هنا هجم الأب عليه ليضربه وحدثت مشاجرة كبيرة حيث دافع رفاق الشاب عنه, الطفل يبكي
والفتاة تبكي محتارة مما حدث ولا تعرف كيف تتصرف بين الضربات مرةً تنادي على والدها
وآخرى على أخوها تخاف أن يصيبه لكمة أو ضربه أنزوت معه في زاوية أحد المحلات التجارية ,والأب يحارب لوحده مجموعة من الشبان,و باللا شعور طعن الشاب فسقط على الأرض فتمكن منه يطعنه ويقول ياأبن الحرام ما في حدا يكسر عينكم حتى هون ما نخلص منكم) و بينما الآخرون يضربونه من الخلف وهو أستمر في طعن الشاب لغيضه منه ولا يعرف كم طعنه حتى غاب الشاب عن الوعي فظن بأنه قد مات هنا تركه و في هذه اللحظات قدمت الشرطة فطلب من أولاده العودة للمنزل بينما الشباب منهمكون في رفيقهم ليسعفونه ثم أخذته الشرطة للمخفر أخبرهم بما حدث وتم تدوين المحضر.
هذه كانت الحادثة التي لم تنتهي هنا لقد حلف وأقسم اليمين أهل الشاب المصاب بأخذ الثأر من الرجل الذي حاول قتله بالرغم من أدعائهم عليه لدى السلطات . لن يبرد دمهم حتى يقتلوه. فكانوا يتربصون به أمام داره لولا تدخل الشرطة لبقي قيد الإقامة الجبرية فهو لا يريد زيادة الطين بلة .
وبدأ يفكر في مصير أولاده الصغار لو جرى له أي مكروه لذا آلا البقاء في الدار لم يخرج .
بعد تدخل المعارف والكبار لحل المعضلة وتهدئة الثائرون قرروا أن تأخذ المحكمة حقهم
وتعهدوا بعدم أعتراضه هو أو أحد من عائلته .
لكن بيوم المحاكمة وبعد أن أصدر القاضي الحكم بالسجن بحوالي ثلاث سنوات وغرامة مالية عطل وضرر للشاب ب 10000 يورو لقد شلت يده وهو الآن بصحة جيدة .
أثناء خروج الأب وزوجته وصهره وأبنته المتزوجة من المحكمة تفاجئ الجميع من مشهد
غير متوقع لقد تجمهر أكثر من أربعين رجل وشاب ومعهم العصي ومضارب البيسبول ينتظرون خروجهم .
كانوا جاهزون للحرب لو لم يعجبهم قرار القاضي سيأخذون حقهم بيدهم, لذا ما أن نزل الرجل ومن معه أدراج المحكمة حتى هجموا عليهم مثل الضباع الجائعة.
وحدثت مشاجرة كبيرة أمام أعين الشرطة التي لم تتدخل حتى آخر لحظة بحجة أستدعاء معونة من رفاقهم لكن لحسن حظ الرجل كان صهره لاعب ملاكمة لقد تمكن من ضرب أكثرهم وسقطوا على الآرض مثل الكلاب لكن أحدهم غدر به فضربه بعصا البيسبول لكن لم يتمكن منه
لأن بنيته قوية وبعد أن فك الشجار تم تدوين محضر آخر لدى الأمن وبشهادتهم .
مرت الأيام وحان موعد تنفيذ الحكم .بعد ستة شهور تمكنت من زيارته تحدثنا قليلاً
فقلت له لقد حاولت طلب المساعدة المادية من أخوتنا لكن كالعادة فتحوا أفواههم بكلمات
عتاب وسخرية ونقد جارح ليس بمكانه..... لماذا فعل هذا لو لم يكن قدر الحمل؟؟؟؟؟؟
لو لم تكن أبنته قد أعطته الضؤ الأخضر لما تصرف الشاب هكذا؟؟؟؟؟ ووووووووو
بالنهاية لم يتبرع أحد بقرش له لتسديد أتعاب المحامي وكذلك مساعدته في دفع المخالفة.
هنا قال: لو كنت أعرف هذا الذي سيحصل لي لما قمت به لكن كنت أظن بأن لي من يسندني
ثم هذه أبنتي لو كان أي واحد مكاني أعتقد لتصرف مثلي بعد الأستفزاز من ذلك أبن الحرام.
ثم إلى متى نبقى نخاف منهم ؟؟؟؟؟؟؟؟ ألا يكفي هجرنا بلادنا بسببهم وتركنا أرضنا لهم.
قال: هل تعلم أنا نادم لتسرعي كان بالأمكان أخذ حقي بالقانون لكن هذه البلاد لا تعرف الشرف
لقد أسفت لبعدي عن أولادي والآن عرفت قيمة زوجتي التي لم أقدرها كما يجب.
فهي الوحيدة التي وقفت معي وتحملت المصيبة وتحمل الآن مسؤلية البيت.
لم أعرف قدر المال لقد بذرت الكثير لم أحسب حساب مثل هذا اليوم الذي سأحتاجه .
عهداً عهداً سأتحول وأسلخ جلدي وأصبح إنسان آخر .
لكن ماذا يفيد الندم بعد فوات الآوان ... أطلب من الرب السيد المسيح أن يصبرني وعائلتي على هذا المصاب ونخرج منه ..
هل تعلم أن الرب معي وهو يصبرني هنا .
قلت له : أنت ما فعلته من أجل أبنتك ولم تتعدى عليه بلا سبب لكنك ألحقت به ضرر كبير لذا حكم عليك هكذا لكن الرب سوف يسامحك ويساعدك وعائلتك.
حان موعد أنتهاء الزيارة .
تمنيت له الصبر والثبات في الأيمان ولأسرته الصبر فأنا لا أملك مالاً لأعينه به سوى الكلمة
لربما أفادت له بشيئ وقلت له دع ثقتك بالرب فهو يفك كربك.
أبتسم أبتسامة ممزوجة بالحزن والدمعة بالعين تختزن الله معك وشكراً لزيارتك.
فخرجت وحبست غصتي في قلبي ولوحت له بالوداع حتى غاب عن ناظري
عدت للمنزل معتصر القلب والقهر يغزو كياني,
ومنزعج من شعبنا هذا.. لموقفهم السلبي من أخوهم الذي وقع بمصيبة .
فدونت قصته لكم لمعرفة رأئكم بكل ما حدث وبمعاناة زوجة وأطفال وأب .
تحيات أخوكم بالرب
م: سمير روهم